أضواء مسلطة .. نظرات مركزة .. صمت مطبق .. وأفكار تمد وأخرى تشد.. خطط وتكتيكات، انتبه !! أي حركة متهورة غير مدروسة ربما تودي بمستقبلك وتنسف كل مجهودك السابق !
جلس لاعبي الشطرنج على طاولة واحدة كلّ منهما يتأمل أحجاره وأحجار خصمه، ويبحث عن منفذ ذكي يطيح من خلاله بخصمه. تراصت أحجار الشطرنج 32 قطعة في كلا الصفين على رقعة الشطرنج
كانت رقعة الشطرنج مكونة من 8 بيادق بيضاء و 8 بيادق سوداء ..القلاع ثم الأحصنة ثم الفيلة ثم الوزير والملك، وتراصت الجنود الثمانية في الصف الأمامي كالحصن الحصين. لكل قطعة من قطع الشطرنج خط يتحرك فيه أثناء الحرب.. بدأت الجنود بالتحرك خطوة واحدة للأمام إذ أن الجنود لايمكن لها أن تتحرك إلا ضمن سير محدد مرسوم.. إما للأمام أو باتجاه مائل لليمين أو اليسار. أما القلعة الشامخة على رقعة الشطرنج الملونة بالأبيض والأسود، فتمشي بكل الاتجاهات بشكل مستقيم فقط.
بدأت أحجار الشطرنج تتحاور فيما بينها وهي تتعارك، إنها ليست معركة أجساد وعضلات بل معركة أفكار وخطط. قال الفيل للحصان وهو يمشي بطريق مائل على شكل / ابتعد عن طريقي قبل أن أدهسك .. أجابه الحصان وهو يتحرك 4 خطوات على شكل حرف L
ولكن ليس قبل أن تجيبني على سؤالي.. وبدأت المناظرات والمفاخرات بين أحجار الشطرنج، كل منهم كان يتحدث عن قدرته الفائقة في المناورة، ومهاراته في السيطرة على أكبر مساحة من رقعة الشطرنج. وتقول الكتب القديمة أن القدماء اليونان كانوا ينسبون الشطرنج إلى يالاميدس أما العرب فهم يؤكدون أنهم أخذوها عن الهنود.
تضاربت الأخبار والروايات التاريخية كل من قطع الشطرنج أخذ يروي القصة التي في جعبته وهو يضرب ضربته القاضية، ولكن لم تكن هناك رواية دقيقة.
إلاّ أن أحد جنود اللعبة تقدم خطوة واحدة وقدم التحية وقال بلهجة حاسمة: الشطرنج كلمة فارسية معربة عن كلمة شدرنج ومعناه الإبل الضخم. ثم أطاح هذا الجندي بأحد الأحصنة المعادية ورمى به خارج الرقعة..!
غضب وزير الفريق المقابل كثيراً فقد كان هذا الحصان المهزوم هو حصانه المدلل فتقدم بغضب مطيحاً بكل من بجانبه وهو يقول: ابتعدوا من هنا أنا الوزير ولي صلاحياتي سأضرب بكل الإتجاهات من يجرؤ على قتل حصاني!
تقدم الوزير وأخذ يتخبط بكافة الاتجاهات .. كيف لا وهو الوزير الذي يحق له التحرك على الساحة كيفما شاء!
قال الوزير وهو يلوح بسيفه ويردد قول الحجاج إني أرى رؤوساً أينعت وحان قطافها.
ومن كان يظن أن لعبة الشطرنج مازالت بسيطة سهلة كما كانت فقد أخطأ! وتعتمد لعبة الشطرنج على مزيج من الاستراتيجية وكذلك التحركات التكتيكية.
وأحد أشهر أبطالها في الوقت الحاضر هو اللاعب الروسي جاري كاسباروف الذي وُصف بأنه لا يُهزم، لكنه هُزم مرتين في السنوات الأخيرة.
والشطرنج علم له مدارسه، وأبطاله يدرسون القواعد والنظريات التي تفسر الوضعيات على الرقعة وتجد الحلول لها، تماماً مثل كل العلوم. والشطرنج فنّ لأن اللاعب يختار بين طرق مختلفة تميزه عن غيره، فهو إما أن يميل إلى الحرص والحذر والإنتظار، فتكون نقلاته دفاعية متحفظة، أو يميل إلى الاندفاع والبحث عن الثغرات لدى المعسكر الآخر، فيتميز لعبه بالهجوم والتضحيات، أي إعطاء قطع بدون مقابل آني، ولا يظهر أثر التضحية إلا بعد عدة نقلات حيث تعود بأكثر منها. وما بين هذين الميلين توجد عشرات المدارس الشطرنجية ذات الخصوصيات المتميزة.
حمي وطيس المعركة وتلاحم الجيشان يتنازعان على لقب البطولة..
طال الوقت وبدأت حبات العرق تتساقط على رقعة الشطرنج والأيدي المرتجفة تتحرك مضطربة، تلاقت نظرات الخصمان محاولة أن تقرأ الأفكار.. وأخيرا..
كش مات ..
بعد مناورات متعددة لابد أن يسقط واحد من الملوك إلى الهاوية ويبقى المنتصر واحداً فقط.
جلس لاعبي الشطرنج على طاولة واحدة كلّ منهما يتأمل أحجاره وأحجار خصمه، ويبحث عن منفذ ذكي يطيح من خلاله بخصمه. تراصت أحجار الشطرنج 32 قطعة في كلا الصفين على رقعة الشطرنج
كانت رقعة الشطرنج مكونة من 8 بيادق بيضاء و 8 بيادق سوداء ..القلاع ثم الأحصنة ثم الفيلة ثم الوزير والملك، وتراصت الجنود الثمانية في الصف الأمامي كالحصن الحصين. لكل قطعة من قطع الشطرنج خط يتحرك فيه أثناء الحرب.. بدأت الجنود بالتحرك خطوة واحدة للأمام إذ أن الجنود لايمكن لها أن تتحرك إلا ضمن سير محدد مرسوم.. إما للأمام أو باتجاه مائل لليمين أو اليسار. أما القلعة الشامخة على رقعة الشطرنج الملونة بالأبيض والأسود، فتمشي بكل الاتجاهات بشكل مستقيم فقط.
بدأت أحجار الشطرنج تتحاور فيما بينها وهي تتعارك، إنها ليست معركة أجساد وعضلات بل معركة أفكار وخطط. قال الفيل للحصان وهو يمشي بطريق مائل على شكل / ابتعد عن طريقي قبل أن أدهسك .. أجابه الحصان وهو يتحرك 4 خطوات على شكل حرف L
ولكن ليس قبل أن تجيبني على سؤالي.. وبدأت المناظرات والمفاخرات بين أحجار الشطرنج، كل منهم كان يتحدث عن قدرته الفائقة في المناورة، ومهاراته في السيطرة على أكبر مساحة من رقعة الشطرنج. وتقول الكتب القديمة أن القدماء اليونان كانوا ينسبون الشطرنج إلى يالاميدس أما العرب فهم يؤكدون أنهم أخذوها عن الهنود.
تضاربت الأخبار والروايات التاريخية كل من قطع الشطرنج أخذ يروي القصة التي في جعبته وهو يضرب ضربته القاضية، ولكن لم تكن هناك رواية دقيقة.
إلاّ أن أحد جنود اللعبة تقدم خطوة واحدة وقدم التحية وقال بلهجة حاسمة: الشطرنج كلمة فارسية معربة عن كلمة شدرنج ومعناه الإبل الضخم. ثم أطاح هذا الجندي بأحد الأحصنة المعادية ورمى به خارج الرقعة..!
غضب وزير الفريق المقابل كثيراً فقد كان هذا الحصان المهزوم هو حصانه المدلل فتقدم بغضب مطيحاً بكل من بجانبه وهو يقول: ابتعدوا من هنا أنا الوزير ولي صلاحياتي سأضرب بكل الإتجاهات من يجرؤ على قتل حصاني!
تقدم الوزير وأخذ يتخبط بكافة الاتجاهات .. كيف لا وهو الوزير الذي يحق له التحرك على الساحة كيفما شاء!
قال الوزير وهو يلوح بسيفه ويردد قول الحجاج إني أرى رؤوساً أينعت وحان قطافها.
ومن كان يظن أن لعبة الشطرنج مازالت بسيطة سهلة كما كانت فقد أخطأ! وتعتمد لعبة الشطرنج على مزيج من الاستراتيجية وكذلك التحركات التكتيكية.
وأحد أشهر أبطالها في الوقت الحاضر هو اللاعب الروسي جاري كاسباروف الذي وُصف بأنه لا يُهزم، لكنه هُزم مرتين في السنوات الأخيرة.
والشطرنج علم له مدارسه، وأبطاله يدرسون القواعد والنظريات التي تفسر الوضعيات على الرقعة وتجد الحلول لها، تماماً مثل كل العلوم. والشطرنج فنّ لأن اللاعب يختار بين طرق مختلفة تميزه عن غيره، فهو إما أن يميل إلى الحرص والحذر والإنتظار، فتكون نقلاته دفاعية متحفظة، أو يميل إلى الاندفاع والبحث عن الثغرات لدى المعسكر الآخر، فيتميز لعبه بالهجوم والتضحيات، أي إعطاء قطع بدون مقابل آني، ولا يظهر أثر التضحية إلا بعد عدة نقلات حيث تعود بأكثر منها. وما بين هذين الميلين توجد عشرات المدارس الشطرنجية ذات الخصوصيات المتميزة.
حمي وطيس المعركة وتلاحم الجيشان يتنازعان على لقب البطولة..
طال الوقت وبدأت حبات العرق تتساقط على رقعة الشطرنج والأيدي المرتجفة تتحرك مضطربة، تلاقت نظرات الخصمان محاولة أن تقرأ الأفكار.. وأخيرا..
كش مات ..
بعد مناورات متعددة لابد أن يسقط واحد من الملوك إلى الهاوية ويبقى المنتصر واحداً فقط.