حرق الوجدِ والجوى تكويني فتعالت منى لحون الأنين ورأيت الصبر الذي أثقلت نجواه ــ في تلكم الليالي ــ سنيني مشرئباً يرنو الرحيل فقد مل ثبوراً في قلبي المحزون ورأيت الإباء منتفضاً غضبان مني ومن عظيم سكوني والهدى مد للبعيد جناحيه ليغدوا مجرداً من طيني ورأيت الليل البهيم يغطيني ونار الهموم تقدح دوني وخضم الحياة والريح والموج جنوداً في قبضي مجنون فتنه العيش مارد يمنع الظامىء عن ورد نبعك الميمون واعتراك الأنام في العيش يرفض بنقع يشوب كل السنين هكذا لاحت الحياه مزاراً وملعباً للجنون ... ومدى أجرداً يغني به اللبل ويشدو بيابسات اللحون ... فأفض من غيرك العذب ما يرجع في روضها اخضرار الغصون وأفض بئرها ... الذي غاض ــ بالبوح فقد غص بالأسى والشجون ولتقيد أكفها ولتقدها نحو صبح من السواد مصون ــ أجري من كفك الهدى كالينابيع فنحن الظمأى لذالك المعين ولتفجر من البراكين ما يخرج من جوفنا غليل السنين ـــ ولدت فيك للسراة منارت لتهدي إلى حياض المعين ويذكر سم الطريق إلى حق جلياً يزهو بأبهى الفنون وبريق يريهم الومضه العظمى ويزدان ركبهم ماليقين فاشرأبت أطرافهم تلمح الحق وساروا في غبظة وحنين وقد ازينت جباههم البيض بتاج من الولاء ثمين ورقى العزم عقدوها وضجوا في انطلاقاتهم لطي السنين لكن الصبر لم يزل يمسك أعناقهم بحبل متين لم يزل يرقد السراة على الهم وتعلوا منهم لحون الأنين فأعنهم يا نفحه الأمل العذب " بنصر آت وفتح مبين "
منتدى أسيري المحبة