بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا الأكرم محمد وآله الطيبين
طاهرين
تعلم الصلاة على النبي وأهديها لمن تصفي له
الود :
يا طيب : في آخر البحث هذا تعليم للصلاة على النبي الأكرم
جميل جدا
أرجو أن تحفظه وتعلمه لمن تحب من أخوانك
وأصدقائك بل أمك أو أبيك أو قريب لك أو صاحب في العمل أو زميل في المدرسة
فتلزم يده اليمنى بيدك اليسرى وتؤشر على يده اليمنى بيدك اليمن
وتبداء بالطي من الأصبع الأصغر البنصر حتى الكبير الإبهام
حين ذكر خمس صلوات بخمسة اللفظ
علمها الله لجبرائيل وهو للنبي والنبي لأمته
وما أجملها حين نتعلمها ونعلمها
وقبل ذكرها نذكر بعض معاني الصلاة على النبي الأكرم فتدبر بها مشكورا :
قال الله سبحانه وتعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)
} الأحزاب .
يا طيب : إن لذكر الله تعالى : ألفاظه كثيرة وهي كقول
: بسم الله الرحمن الرحيم ، أو لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، أو الشكر
لله ، أو الحمد لله ، أو الله اكبر ، أو سبحان الله ، أو إنا لله وإنا إليه راجعون،
أو سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر ، وغيرها الكثير من الذكر
والدعاء بالأسماء الحسنى وغيرها من الألفاظ ، وهي التي تشكل عبارات الأدعية التي
ندعو بها الله تعالى أو نسبحه ونقدسه ونذكره بها .
ولكن لذكر الصلاة على نبينا وآله : معنى خاص يريح
القلب والضمير كباقي الأدعية والأذكار الخاصة ، ولها معنى عالي في معارف العبودية
لله سبحانه وتعالى ، فإنه تسبيح الله وذكره وتمجيده بما عرفت من الألفاظ العبادية
التي نذكر الله بها ، مفقودة في ظاهرا ما للصلاة على النبي من معاني كريمه ، بل هي
قد لا توازي الصلاة على النبي وآله حتى في المعنى الباطني ، وليس لها معنى قول :
اللهم صل على محمد وآل محمد .
وذلك لأنه بالإضافة : إلى حصر اللهية والربوبية
والمالكية بالله تعالى وحده لا شريك له بألفاظ الذكر العامة التسبيحية التنزيهية
والتوحيديه ، فإنك ترى هذا المعنى بأعلى مراتبه وبأكرم تجلي نوره في الصلاة على
النبي وآله ، لأنه نطلب من الله وحده لا شريك له وبكل خضوع ، الرحمة لأكرم خلق الله
تعالى ، فإنه فيه بالإضافة لمعاني التوحيد والإيمان ، فيه معنى الإيمان بالعدل بل
الإحسان الذي يعطي الثواب على هذا العمل ، وهو إقرار منا بأنه الله يرحم عباده
وبالخصوص المكرمين ، وهو بعينه اعتراف بالنبوة والإمامة لأنه نخصهم بالذكر فيها ،
وكذا اعتراف بالمعاد لاعتقادنا بالحصول على الثواب في الدنيا والآخرة على هذا العمل
، وفيه معنى شكر الله وحمده وتقديسه.
كما إن في ذكر الله بقول : اللهم صل على محمد وآل
محمد ، فيه معنى التواضع لله والخشية منه ، وطلب القرب منه بكل أمل ورجاء ، لأنه
نعرف إن أكرم الخلق بالكون كله محتاج لرحمة الله ، مع ما له من الكرامة والمجد
والفضائل والمناقب ، فكيف بنا ونحن تبع له ، وكلنا تقصير أمام إقامة عبودية الله
تعالى له وبكل تعاليمه فضلا من أن تكون مثل رسول الله وآله بأحسن وجه يرضاه ، ولذا
نعترف له بالقصور والتقصير فيكون فيها معنى الاستغفار بالصلاة وطلب الرحمة لأكرم
خلق الله منه وحده ، وهذا معنى فيه إنا قاصرون مقصورن محتاجون لرحمتك بأوسع ما
يمكن أن ترحم به عبادك .
ويا أخي الطيب : هذا المعنى لن تحصل عليه في باقي
الأذكار ، لأنها فيها معنى التوحيد خالص ، وقد يصعب تحصيل هذه المعاني بأدعية
وأذكار أخرى ، تُعرف هذا المعنى لنزول فيض نور الله ورحمة في الخلق والتكوين ،
لأنها في مقام التنزيه والتوحيد .
وهذا الذكر الصلاة على النبي وآله : في مقام طلب
الفيض والرحمة وتجلي النور لحبيب الله وأكرم الخلق عنده ، ولما كان هو الآمر سبحانه
بالصلاة على النبي وآله وأكده بعدة ألفاظ الحصر والتأكيد , وبصلاة الملائكة والطلب
من المؤمنين الصلاة عليه ، فلأبد أن يكون لها ثوابا جزيلا منه سبحانه وتعالى وفضلا
كريما ومعنا جميلا .
قال الله سبحانه وتعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
(56) } الأحزاب .
و ذكر في جامع الأخبار قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم
:
من صلى علي مرة : صلى الله عليه عشرا .
و من صلى علي عشرا : صلى الله عليه مائة مرة .
و من صلى علي مائة مرة : صلى الله عليه ألف مرة .
و من صلى الله عليه ألف مرة : لا يعذبه الله في النار أبدا .
وذلك لأن الله ملائكته كما صلى على النبي يصلي ويوصل رحمته لمن يصلي عليه لأنه
أطاعه بما أمر من الصلاة والسلام على النبي الأكرم :
ولذا قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم :
من صلى علي مرة صليت عليه عشرا .
ومن صلى علي عشرا صليت عليه مائة .
فليكثر امرؤ منكم الصلاة علي أو فليقل .